اللغة العربية والدراسات القرآنية
أ.د. لخضر حداد
يحاول هذا المشروع إماطة اللثام والكشف عن العلاقة العضوية التي تربط بين الدراسات اللغوية العربية وسائر العلوم الإسلامية الأخرى، ذلك أن العربية هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدين، وأنزل القرآن العظيم بها، فقال عزّ وجلَ: “إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”.
ولهذا اهتم كثير من الباحثين بالقضايا اللّغوية ذات الصّلة بالنص القرآني، وأولوها عناية كبيرة وفائقة، حيث وجهوا جلّ أبحاثهم نحو الحديث عن لغة القرآن الكريم، وأسلوبه وخصائصه التركيبية، وصوره البيانية، كما تعدّى هذا الاهتمام البالغ إلى القضايا النحوية واللّغوية التي تضمّنتها نصوص الحديث النبوي الشريف، وخلصوا إلى نتائج باهرة، استحقت الإشادة والتنويه. ولم تَستثن تلك الدراسات كتب التّفسير التي نالت حظا وافرا من الدّراسة والبحث في المسائل اللّغوية التي استوقفت اللغويين والمفسرين مُطوّلا.