تدوين علم أصول الفقه حتى القرن الخامس
أ.د. وسيلة خلفي
يتناول هذا البحث حركة التّدوين لعلم أصول الفقه منذ القرن الثاني إلى القرن الخامس، باعتباره القرن الذي استقرّ فيه العلم من حيث المضامين والمناهج.
مع محاولة استقصاء ما كان من مضامين أصولية في بعض المدوّنات التي وجدت خلال القرن الأوّل والتي لم تكن في خصوص علم أصول الفقه ولكنّها في الوقت ذاته لم تخل من بعض الإشارات الأصولية المهمّة التي مهّدت لنشأته علما
مستقلا عن علوم أخرى مجاورة له.
وعليه يعتمد البحث على المنهج الوصفي، من خلال عرض عناوين المصنّفات في علم أصول الفقه خلال هذه الفترة، وترتيبها بحسب ما استقرّت عليه المدارس بعد القرن الخامس في تصنيف هذا العلم، وكذا الاستقرائي ثمّ المنهج التحليلي والمقارن لتتبع موضوعات العلم وقضاياه، والنّظر في الأسباب التي أثّرت في هذه القضايا من حيث وجودها ابتداءً ثم حجمها داخل هذا العلم.
إن أهم إشكال تجيب عنه هذه الدّراسة هو: هل يمكن من خلال رصد حركة التّدوين لعلم أصول الفقه من النّشأة إلى الاستقرار ملاحظة أثر الواقع في تشكيل مضامين هذا العلم وصياغتها؟ وما هو هذا الواقع، هل هو واقع علمي ثقافي أم واقع سياسي كما تحاول تأكيده بعض الدّراسات من خارج هذا الاختصاص اليوم؟
نحاول من خلال هذا البحث نقد دعوات تجديد أصول الفقه؟ وهل ما يزال يحتفظ بوظيفته المعيارية في الاجتهاد الفقهي المعاصر؟