ناية بمناهج البحث في العلوم الإسلامية من أهم المحاور المعرفية التي يتعيّن تحقيق القول فيها، وبحثها وفق الأصول المنهجية المعتبرة، فجاء هذا المخبر (مناهج البحث في العلوم الإسلامية ومقاصدها ومسالك تقويمها) لأجل الكشف عن المناهج المستخدمة في ميدان العلوم الإسلامية، شريعة وعقيدة وأخلاقا، فضلا عما نشأ على ضفافها من معارف منهجية ومضامين معرفية.
يبنى هذا المسعى الناشئ على البحث والتثاقف المنهجي والمعرفي بين جملة المشتغلين بعلوم الشريعة (مضمونا ومنهجا)، كما يبنى على التدريب في القراءة الفاحصة الممحّصة لسرديات هذه العلوم، فكانت أغلب جهودنا منصبّة على استيعاب الطلبة الباحثين الناشئين في مسارات البحث والتنقيب، لأجل الوفاء بمهمات التدريب على قراءة مخزوننا المعرفي الثري، وهذا لا يتأتى بغير ولوج عالم المعرفة ذات الصلة، نتوقّف عندها مستفهمين وباحثين وناقدين، إن اقتضى الحال، نتوقّف عند المعارف والمسالك المنهجية التي أنتجتها، نستهل هذا المسعى من البواكير مرورا بمراحل الصعود والنزول والثبات على مستويات التحصيل والتدوين والنقد والمقارنة.
نركّز جهدنا على النظر في جملة المعارف والمناهج المكوّنة لدرس العلوم الإسلامية (علوم الشريعة)، وهو ما حاولنا تغطية متطلباته من خلال فرق البحث المشكلة بهذا الصدد: فرقة تختص بالمعرفة السلوكية، والتصوف والمعرفة الصوفية، مناهج بحثها، وتقويمها. وثانية تتناول بالدرس والتحليل مناهج البحث في علوم الحديث رواية، ودراية، ومقاصد علوم السنة، ومسالك تقويمها. وثالثة مهمّتها تحقيق القول في مناهج البحث في علوم القرآن، والتفسير، والدراسات القرآنية، وتقويم الدراسات القرآنية. ورابعة للبحث في السيرة، والتاريخ الراشدي، وتاريخ الأمويين، وتاريخ العباسيين، ومناهج بحثها، ومقاصد التأليف فيها ، ومسالك تقويمها. أما الخامسة، فقد أفردت جهودها للنظر في مناهج البحث في الفكر الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وسادسة مدارها على بحث درس العقيدة الإسلامية، وأصول الدين، والرؤية النظرية، ومناهج الاستدلال على العقائد، فضلا عن نقد الرؤى ذات الصلة. ثم سابعة قصرت وظيفتها على النظر في مناهج بحث المستشرقين لعلوم الشريعة. و لا يمكن الوفاء بمتطلبات هذا المشروع بغير باحثين ناشئين يؤطّرهم أساتذة يتسمون بالجدية، وهو ما نطمح إلى تحقيقه، لأجل رفعة جامعتنا وحضورها المعرفي والمنهجي في الحياة الجامعية محليا والمجتمع العلمي عالميا.