البحث عن:

يتلخّص نشاط المخبر في  الكشف عن التفسير الموضوعي لنشأة العلوم الإسلامية مضمونا ومناهج، وتدرس  فرقه البحثية المبررات العلمية  التي أسست للتنوع المعرفي والمنهجي في فضاء علوم الشريعة (العلوم الإسلامية)، والإسهام في نشرها وصناعة وعي عام بها؛ فضلا عن استشراف أفق تحويلها إلى ثقافة من حيث كونها منهجيات مضبوطة ـ إلى حد كبيرــفي تناول إنتاج معارف علوم الشريعة وفحصها وتمحيصها.

يُعْنَى هذا المشروع بصناعة وعي بالسؤال المنهجي للمعرفة الشرعية ومقاصدها ومسالك بحثها وتقويمها، وذلك بتدريب ومرَان الأساتذة والباحثين الناشئين على التتبّع الدقيق لتفاصيل المعارف والمناهج المقتنصة من بحر معارف الشريعة، نتقصى قراءة الخبرة المعرفية والمنهجية وآثارهما في مختلف مراحلها، بقصد فهم مسالك صناعتها وطرق تقويمها الداخلية والخارجية.

 ويتوقف تحقيق القول النوعي في هذا المنجز على الغوص في أعماق تاريخنا العلمي ببُعديه المعرفي الصرف والمنهجي، فنتناول بالدراسة والتحليل  بواكير حقب تاريخ المعرفة في علوم الشريعة ومختلف مناهجها. نتتبع فيها مختلف المراحل التاريخية التي مرّ به انتاجها ودرسها وفحصها وتمحيصها، فنتناول هذه المعارف من  أوائل عهدها، يوم كانت معروضة في شكل نتف إلى أن اكتملت، مرورا بتقويم مراحل  تأثرها بالوافد(الأجنبي عنها) المنهجي والمعرفي.

 نعمل على تحقيق القول في أصالة علوم الشريعة، وأصالة البحث المنهجي فيها منذ أيامه الأولى؛ نتتبع رحلة الظهور المبكّر ثم التطور الذي نالته هذه العلوم  من الناحيتين المعرفية والمنهجية، نستصحب في كلّ الحقب البحث عن المقاصد ومسالك التقويم المنهجي.

وأهمّ ما تتعلّق به همم المنتسبين إلى هذا المخبر التفكير الجدي في بناء سُبُل معرفية ومنهجية تيسِّر استجلاب الأبعاد الوظيفية لمعرفة علوم الشريعة، ذلك أنّه أهمُّ مرامي هذا المشروع الواعد، إذ ليس المقصود دراسة تاريخ المعرفة و المناهج فحسب -لأنّه مما لا يتم واجب الوعي الوظيفي للمعرفة إلاّ به – بل يتجاوزه إلى اقتناص ثمراته على مستوى النظر الوقتي في تلك المعارف والمناهج، انظر الجالب للبُعْد الوظيفي للدين نسفه في شعاب الحياة.

ومن متطلبات هذا المسعى تقويم  تجارب إنتاج المعرفة  في هذه العلوم، ونلحق بها تقويم برامج ومسالك تدريسها في المؤسسات العلمية  بمختلف أشكالها( التعليم العام بمختلف مراحله)، التعليم في المؤسسات الدينية( الزوايا العلمية الزوايا التربوية، المساجد، الدروس العامة…)